الامبـــــــــــــراطور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الامبـــــــــــــراطور

كلمـــــة حــــــــــب
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هذا هو سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
wael
Admin



المساهمات : 159
تاريخ التسجيل : 13/09/2008
العمر : 37
الموقع : fds

هذا هو سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: هذا هو سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم   هذا هو سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 17, 2008 1:24 pm

الحلقة الثانية
هذا هو سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم
في الحلقة الماضية نبهت على ضرورة ضبط النفس تجاه ما يحدث من إساءة للإسلام والثقة فيما بين أيدينا من دعائم القوة والعزة لو أحسنا التعامل معها ، فأنا على يقينٍ أن غالب الجمهرة التي خرجت غاضبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تجهل كثيراً من شمائل وسجية هذا الرسول الكريم ، لذا رأيت من المناسب ليزداد أهل الإسلام إيماناً ومحبة لنبيهم صلى الله عليه وسلم أن أكتب حلقات عن الشمائل المحمدية ، وليتعرف أهل الملل التي أساءت لهذا النبي الكريم من هو محمد صلى الله عليه وسلم عسى أن يكون ذلك سبباً لهدايتهم أو على الأقل ليستحوا فلا يخوضوا في حقه إلا بأدب المنصفين منهم كالذي ألف كتاب (العظماء مائة وجعل على رأسهم محمد صلى الله عليه وسلم ) فرغم أن المؤلف غير مسلم إلا أن اطلاعه على شمائل وصفات وأعمال هذا الرسول الكريم جعلته على رأس العظماء قاطبة فهو سيد الأولين والآخرين ، كيف لا وقد رفع الله ذكره فقال عز وجل: ((وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ)) الآية 4 الشرح ، وقال تعالى : ((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )) الآية 4 القلم ، كما لا يوجد على وجه الأرض في أي ملة من الملل السابقة على الإسلام أي سند متصل لأي نبي قبل محمد صلى الله عليه وسلم وهذا باتفاق أهل هذه الملل من الباحثين، أما محمد صلى الله عليه وسلم فنسبه متصل إلى يوم القيامة وسنده متصل إلى يوم البعث ووصفه ثابت في خَلقه وخُلِقه وكل سجاياه وشمائله بل وسكناته وحركاته ونومه ويقظته ، ملبسه ومأكله ومشربه ومركبه فرحه وحزنه حلمه وغضبه دعوته وقضاؤه سلمه وحربه كل ذلك وغيره عندنا منه علم بالسند المتصل ، فحياة الرسول صلى الله عليه وسلم خلال اليوم والليلة والأسبوع والشهر والسنة وحتى وفاته مسندة وثابتة ومحفوظة بحفظ الله لهذا الدين ليكون الهدي المحمدي نوراً للبشرية الحائرة في كل عصر ومصر وإلى يوم الدين .
1ـ نسب محمد صلى الله عليه وسلم :
فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، وهذا النسب متفق عليه وما بعده مختلف فيه ولا خلاف أن عدنان من ولد إسماعيل .

2ـ ما جاء في خَلْق رسول الله صلى الله عليه وسلم :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير ولا بالأبيض الأمْهَق(الشديد) ولا بالآدم (الأسمر ) حسن الجسم وكان شعره ليس بجَعْد ولا سبط ( أي شعره وسط لا بخشن ولا ناعم مسترسل) إذا مشي يتكفأ ( أي كالسفينة في جريها) ووصفه البراء بن عازب رضي الله عنه أنه كان صلى الله عليه وسلم رَجِلاً ( وصف لشعره) مربوعاً بُعَيد ما بين المنكبين عظيم الجُمَّة ( ما سقط من شعر الرأس ووصل إلى المنكبين ) إلى شحمة أذنيه عليه حُلَّة حمراء ما رأيت شيئاً قط أحسن منه . ويقول رضي الله عنه في وصفه للرسول صلى الله عليه وسلم : لم أر قبله ولا بعده مثله .
ووصفه جابر بن سمرة رضي الله عنه :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليع الفم ( عظيم الفم ) أشكل العين ( طويل شق العين) منهوسَ العَقِب ( قليل لحم العقب ) ويقول : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة إضحيان (مقمرة ) وعليه حُلة حمراء فجعلت أنظر إليه وإلى القمر،فلهو عندي أحسن من القمر .
وسأل رجل البراء بن عازب رضي الله عنه أكان وجه رسول الله مثل السيف ؟ قال : لا بل مثل القمر ، ووصفه أبو هريرة رضي الله عنه قائلاً : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض كأنما صيغ من فضة رَجِل الشعر ( ممشط الشعر ) ,
كما رُوي في وصفه صلى الله عليه وسلم : كان رَبعة من القوم وكان أجود الناس صدراً وأصدق الناس لهجة وألينهم عريكة وأكرمهم عِشرة من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفة أحبه .
وكان صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان دائم الفِكرة ، ليست له راحة ، طويل السّكت لا يتكلم في غير حاجة يفتتح كلامه ويختمه باسم الله تعالى ويتكلم بجوامع الكلم كلامه فَصْل لا فضول ولا تقصير ليس بالجافي ولا المُهين يُعظم النعمة وإن دقَّت لا يذم منها شيئاً ولا يغضب لدنيا فإذا تُعُدِّي الحقُّ لم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها، وإذا غضب أعرض وأشاح وإذا فرح غض طرفه ، جل ضحكه التبسم .
ورُوي كذلك : أنه صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى منزله جَزَّأ دخوله ثلاث أجزاء جزءاً لله وجزءاً لأهله وجزءاً لنفسه ثم جّزّأ جُزأه بينه وبين الناس فيرد ذلك بالخاصة على العامة ولا يدّخر عنهم شيئاً . وكان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بإذنه وقسَمه على قدر فضلهم في الدين فمنهم ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما يصلحهم وإخبارهم بالذي ينبغي لهم .
وكان صلى الله عليه وسلم يحبس لسانه إلا فيما يعنيه ويؤلف الناس ولا ينفرهم ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ويتفقد صلى الله عليه وسلم أصحابه ويسأل الناس عمَّا في الناس ويُحسِّن الحسن ويقويه ويقبح القبيح ويوهيه وكان صلى الله عليه وسلم لا يقوم ولا يجلس إلا على ذكر وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك . يعطي كل جلسائه بنصيبه لا يحسب جليسه أن أحداً أكرمُ عليه منه من جالسه أو فاوضه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول، قد وسع الناس بسطه وخُلُقُه ، فصار لهم أباً وصاروا عنده في الحق سواء .
مجلسه مجلس علم وحلم وحياء وأمانة وصبر لا ترفع فيه الأصوات ولا تُؤبَنُ (أي لا تعاب) فيه الحرم ولا تُثنى فلتاته (أي لا تشاع ولا تذاع) متعادلين بل كانوا يتفاضلون فيه بالتقوى متواضعين يوقرون فيه الكبير ويرحمون فيه الصغير ويؤثرون ذا الحاجة ويحفظون الغريب.
وكان صلى الله عليه وسلم دائم البِشْر سهل الخلق ليّن الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا صخّاب ولا فحّاش ولا عيّاب ولا مُشاح ( اسم فاعل من الشح وهو البخل ) يتغافل عما لا يشتهي ولا يُؤيسُ منه راجيه ، ولا يُخيّب فيه ، قد ترك نفسه صلى الله عليه وسلم من ثلاث المراء (الجدال) والإكثار وما لا يعنيه وترك الناس من ثلاث : كان لا يذم أحداً ولا يعيبه ولا يطلب عورته ، ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه .
وإذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير فإذا سكت تكلموا ، لا يتنازعون عنده الحديث ومن تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ .
يضحك مما يضحكون منه ويتعجب مما يتعجبون منه ويصبر للغريب على الجَفوة في منطقه ومسألته حتى إن كان أصحابه ليستجلبونهم ( أي يتمنون أن يجيء الغرباء إلى مجلسه) ويقول : إذا رأيتم طالبَ حاجةٍ يطلبها فارفدوه ( أعينوه على طلبته ) .
ولا يقبل صلى الله عليه وسلم الثناء إلا من مكافئ ( أي مقتصد في المدح ) ولا يقطع على أحد حديثه حتى يَجُور ( أي يجاوز الحق ويتعداه ) فيقطعه بنهي أو قيام .
فصلى الله عليه وسلم .
كتبه
محمود عامر
ليسانس شريعة ـ دبلوم في الدعوة
الحلقة الثالثة
هذا هو سيد الأولين والآخرين
في المقال السابق بيّنا بعض صفات وشمائل خَلْقه وخُلقه صلى الله عليه وسلم ونكمل المسيرة لمزيد بيان ومعرفة لهذا النبي الكريم فأقول :
1ـ خاتم النبوة :
فعن السائب بن يزيد قال : ذهبت بي خالتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إن ابن أختي وَجِع فمسح صلى الله عليه وسلم رأسي ودعا لي بالبركة وتوضأ فشربت من وضوئه وقمت خلف ظهره فنظرت إلى الخاتم بين كتفيه فإذا هو مثل زرّ ( الحجلة ) وهو بيض طائر معروف .
وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : رأيت الخاتم بين كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم غُدّةً حمراء مثل بيضة الحمامة . وجاء سلمان الفارسي وكان أخبره بعض الرهبان بظهور النبي صلى الله عليه وسلم في الحجاز ووصف له فيه علامات وهي قبول الهدية وعدم قبول الصدقة وخاتم النبوة فأحب الفحص عنها ففعل ثم أسلم . وتمام هذه القصة : أن سلمان الفارسي حين قدم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة وضع له مائدة عليها رطب فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : يا سلمان ما هذا ؟ فقال صدقة عليك وعلى أصحابك فقال : ارفعها فإنا لا نأكل الصدقة ، قال فرفعها فجاء الغد بمثله فوضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما هذا يا سلمان ؟ فقال : هدية لك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ابسطوا ( أي مدوا أيديكم وكلوا) ثم نظر إلى الخاتم على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمن به وكان سلمان لليهود فاشتراه الرسول صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا درهماً على أن يغرس نخلاً فيعمل سلمان فيه حتى تُطعِم فغرس رسول الله صلى الله عليه وسلم النخيل إلا واحدة غرسها عمر فحملت النخل من عامها إلا نخلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما شأن هذه النخلة فقال عمر : يا رسول الله أنا غرستها ، فنزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فغرسها فحملت من عامها .
2ـ شَعر رسول الله صلى الله عليه وسلم :
كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نصف أنصاف أذنيه وتقول عائشة رضي الله عنها كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد وكان له شعر فوق الجُمّة (الشعر
النازل إلى المنكبين ) .
وتقول أم هانئ رضي الله عنها قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قَدْمَةً وله أربع ضفائر.
وتقول عائشة رضي الله عنها : كنت أرجّل ( ترجيل الشعر أي تسريحه) رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائض .
وكان صلى الله عليه وسلم يكثر دَهْنَ رأسه وتسريح لحيته وكان صلى الله عليه وسلم يحب التيمُّنَ في طهوره إذا تطهر وفي ترجله إذا تَرَجَّل وفي انتعاله إذا انتعل .
وعن أنس رضي الله عنه قال : ما عددت في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحيته إلا أربع عشرةَ شعرة بيضاء . وكان إذا دَهَن رأسه لم يُرَ منه شيْب وإذا لم يَدْهَن رُؤي منه شيء، وقد يتساءل بعض الناس ما فائدة ذكر هذه الأوصاف لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ الفوائد كثيرة وإن كانت أمور اعتيادية وخَلقية أو من قبيل المباح والمستحبات إلا أن ذلك يدل دلالة واضحة على دقة ما وصلنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كأننا نراه عياناً ويعيش معنا كما أن جمال الأوصاف وطيبها يُوجد في القلب زيادة محبة وشوق يعلم ذلك كل من تابع هذه المقالات وتأمل دقة الأوصاف وجمالها ، وفائدة أخرى هي بيان مدى حرص الصحابة على نقل أي شيء يتعلق بشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ولو كان خاصاً فما بالنا لو كان النقل فيما يتعلق بالوحي والتنزيل فمن باب أولى كانوا أشد حرصاً ودقة . ولعل هذا هو الذي دفع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن تخبرنا بأنها كانت تغتسل هي ورسول الله صلى الله عليه وسلم في إناء واحد مما يدل على جواز غسل الزوجين معاً وأنه لا حرج فيه ولا كراهة وهكذا في كل الأمور الدقيقة والخاصة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم .
وما ذكر إلا مقدمات عن حياة سيد الآنام تبدأ بصفاته الخَلقية وبعض عاداته وسجاياه حتى نصل إلى الوحي والتنزيل حيث العقائد والعبادات والمعاملات والآداب ثم ينتهي بنا المقام (ولن ينته) بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يخضب شعره بالحناء والكتم كما رغب صلى الله عليه وسلم في الكحل بالإثْمد وقال أنه يجلو البصر وينبت الشعر .
وكان أحبَّ الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبًسُه القميص وقد رؤي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب قِطري قد توشح به ( وهو نوع من البرود اليمانية يتخذ من القطن وفيه حمرة وقيل حلل من بلد اسمها قطر) فصلى بهم .
وكان صلى الله عليه وسلم إذا استجدَّ ثوباً سماه باسمه عمامة أو قميصاً أو رداءاً ثم يقول :
اللهم لك الحمد كما كسوتنيه ، أسالك خيره وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره وشرّ ما صنع له .
وكان صلى الله عليه وسلم يحب الحِبَرَة من الثياب ( وهي نوع من برود اليمن تتخذ من كتان أو قطن ) وارتدى صلى الله عليه وسلم حُلَّة حمراء ورغب صلى الله عليه وسلم في لبس الثياب البيضاء وقال : ألبسوا البياض فإنها أطهر وأطيب وكفنوا فيها موتاكم .
وقد أهدى النجاشي ( ملك الحبشة ) النبي صلى الله عليه وسلم خفين أسودين فلبسهما صلى الله عليه وسلم ثم توضأ ومسح عليهما .
ولبس صلى الله عليه وسلم النعال وكان النعل له قبالان مَثْنيُّ شراكهما ( هو السير يكون بين أصبعي الرجل ) ، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه صلى في نعلين مخصوفتين ( أي مرقعتين ) وهذا من تواضعه صلى الله عليه وسلم .
وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاتماً من فضة وجعل فِصّه مما يلي كفَّه ونقش فيه : محمد رسول الله وكان في يمينه وهو نفسه الذي كان في يد أبي بكر ثم يد عمر ثم يد عثمان حتى وقع في بئر أريس .
وكان لرسول الله سيف قَبيعته ( ما على رأس مقبض السيف ) من فضة وكان عليه يوم أحد درعان ودخل مكة صلى الله عليه وسلم عام الفتح وعليه مِغفَر وهو ما ينسج على قدر الرأس .
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه خطب الناس وعليه عِمامة سوداء يسدلها بين كتفيه .
وصح عن عائشة رضي الله عنها أنها أخرجت كِساءً مُلَبَداً وإزاراً غليظاً وقالت قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذين ، بأبي هو وأمي ما أزهده . وكان إزاره ( ما يستر أسفل البدن) إلى نصف ساقه . وإذا جلس في المسجد صلى الله عليه وسلم احتبى ( أي جمع ظهره وساقيه بيديه ) . وثبت أنه استلقى في المسجد واضعاً إحدى رجليه على الأخرى ـ وكانت له وسادة على يساره يتكئ عليها ، وكان يقول صلى الله عليه وسلم أما أنا فلا آكل متكئاً تواضعاً لله متحدثاً بنعمة الطعام . وللحديث بقية
كتبه
محمود عامر
ليسانس شريعة ـ دبلوم في الدعوة

الحلقة الرابعة
هذا عيش سيد ولد آدم
إلى المحبين أولاً قبل المسيئين أسوق لهم حال رسول الله صلى الله عليه وسلم في دنياه وليعلم من لا يعلم ما بعث محمد صلى الله عليه وسلم راجياً دنيا وزخرفها ولو أرادها لأعطاه الله إياها فقد خُيِّر صلى الله عليه وسلم بين أن يكون ملكاً رسولاً أم عبداً رسولا فاختار مقام العبودية لله فكيف كان عيشه مع هذه العبودية ؟ يروي لنا محمد بن سيرين : كنا عند أبي هريرة وعليه ثوبان مُمَشَّقان ( مصبوغان) من كتان فتمخط في أحدهما فقال : بخٍ بخٍ ( كلمة تقال عند الرضا والإعجاب) يتمخط أبو هريرة في الكتان ! لقد رأيتني وإني لأخِرّ فيما بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجرة عائشة رضي الله عنها مغشياً عليَّ فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي يرى أن بي جنوناً وما بي جنون وما هو إلا الجوع .
فما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خبز قط ولا لحم إلا على ضَفَف ( أي إذا نزل به الضيوف ) .
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يتلوى من الجوع ولا يجد من الدَّقَل ( التمر الردئ) ما يملأ بطنه . وهذه أُمنا عائشة رضي الله عنها تقول : إن كنّا آل محمد نمكث شهراً ما نستوقد بنار إن هو إلا التمر والماء . فهذا بيت النبوة يمكث شهراً وقيل شهرين وأكثر لا يوجد طعام مطبوخ مما يطبخ على النار عادة فلا لحم ولا دجاج ولا خضار بل ولا خبز إنما التمر والماء فأين فقراء اليوم أمام حال نبيهم الذي ذكرت ؟
وثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج في ساعة لا يخرج فيها ولا يلقاه فيها أحد ، فأتاه أبو بكر رضي الله عنه فقال : ما جاء بك يا أبا بكر؟ قال : خرجت ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنظر وجهه والتسليم عليه فلم يلبث أن جاء عمر رضي الله عنه فقال : ما جاء بك يا عمر ؟ قال : الجوع يا رسول الله ! قال صلى الله عليه وسلم : وأنا قد وجدت بعض ذلك ، فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم بن التَّيِّهان الأنصاري وكان رجلاً كثير النخل والشاء ولم يكن له خدم فلم يجدوه فقالوا لامرأته : أين صاحبك ؟ فقالت : انطلق يستعذب لنا الماء . فلم يلبثوا أن جاء أبو الهيثم بقربةٍ يزعبُها فوضعها ثم جاء يلتزم ( يعانق ) النبي صلى الله عليه وسلم ويفديه بأبيه وأمه ثم انطلق بهم إلى حديقته فبسط لهم بساطاً ثم انطلق إلى نخلة فجاء بعنقود بلح فوضعه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( أفلا تنقَّيت لنا من رطبه ؟)) فقال : يا رسول الله إني أردت أن تختاروا من رطبه وبُسره فأكلوا وشربوا من ذلك الماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تُسألون عنه يوم القيامة ظل بارد ورطب طيب وماء بارد)) فانطلق أبو الهيثم ليصنع لهم طعاماً فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((لا تذبحن لنا ذات دَرٍّ ( أي أنثى ) )) ، فذبح لهم جدياً فأتاهم به فأكلوا فقال صلى الله عليه وسلم : (( هل لك خادم ؟ )) قال : لا ، قال : (( فإذا أتانا سَبْيٌ فأتنا)) فأُتِيَ برأسين ليس معهما ثالث ، فأتاه أبو الهيثم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( اختر منهما )) فقال : يا رسول الله اختر لي فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن المستشار مؤتمن خذا هذا فإني رأيته يصلي واستوصِ به معروفاً )) فانطلق أبو الهيثم إلى امرأته فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت امرأته : ما أنت ببالغٍ حَقَّ ما قاله فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بأن تعتقه فقال: فهو عتيق ، فقال صلى الله عليه وسلم : (( إن الله لم يبعث نبياً ولا خليفة إلا وله بطانتان : بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر وبطانة لا تألوه خبالاً ومن يُوقَ بطانة السوء فقد وُقِيَ)) .
وتحدثنا أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق : ما شبع آل محمد من خبز الشعير يومين متتابعين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاوياً هو وأهله لا يجدون عَشاءً وكان أكثر خبزهم خبز الشعير .
فلم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم مناخل إنما كانوا ينفخونه ( أي طحين الشعير) فيطير منه ما طار ثم يضعون عليه الماء ثم يعجنوه هكذا كان خبز رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين الساخطون على خبز اليوم الذي تخرجه المخابز من خبز رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
ويروي لنا أنس رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الدُّبَّاء ( القرع ) فأتي بطعام أو دُعي له فجعلت أتتبعه فأضعه بين يديه لما أعلم أنه يحبه ويقول : أن خياطاً دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه فقرّب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبزاً من شعير ومرقاً فيه دباء وقديد ( لحم مجفف ومملح) قال أنس رضي الله عنه فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء حوالي القصعة وكان يحب الدباء فلم أزل (أي أنس) أحب الدباء من يومئذ .
سبحان الله هذا أنس رضي الله عنه أحب طعاماً أحبه الرسول صلى الله عليه وسلم رغم أن هذا الأمر ليس فيه تكليف شرعي لكن حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم دفعهم لتتبع المعتاد في بشريته فالتزموه فكانوا أكثر الخلق حباً ومتابعةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
وكان صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل وأكل صلى الله عليه وسلم لحماً مشوياً في المسجد وكانت تعجبه الذراع من الذبيحة فيأكل منها ، ودخل صلى الله عليه وسلم على أم هانئ رضي الله عنها فقال : أعندك شيء ؟ فقالت لا إلا خبز يابس وخلّ فقال : ((هاتي)) ـ وأولم صلى الله عليه وسلم على صفية أم المؤمنين رضي الله عنها : تمر وسويق وهو طعام من التمر والأقط والسمن .
وكان صلى الله عليه وسلم يأتي عائشة فيقول : ((أعندك غداء؟)) فتقول لا ، فيقول ((إني صائم ))، وقد كان صلى الله عليه وسلم يأخذ كسرة من خبز الشعير فيضع عليها تمرة ويأكل .
هكذا كان حبيبكم في مأكله ومشربه وملبسه فهل من زاهد بعده ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elampratour.ahlamontada.com
 
هذا هو سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الامبـــــــــــــراطور :: المنتدى الاسلامى :: منتدى الحبيب صلى الله علية وسلم-
انتقل الى: